lundi 3 janvier 2011

ثاني أشهر مدينة في العالم في عدد الدراجات بعد بكين أهالي "صفاقس" يهجرون الدراجات النارية ويتجهون لإنجاب التوائم



قد تخسر صفاقس، التي تعد ثاني أشهر مدينة في العالم في عدد الدرّاجات بعد مدينة بيكين ، قريبا مرتبتها العالمية هذه التي حافظت عليها لقرابة ربع قرن من الزمن بسبب "الغلاء" في وقت تشهد فيه المدينة ظاهرة غريبة عن تزايد ولادات التوائم لدى "الصفاقسيات" من دون تفسير علمي واضح للأمر.
و صفاقس (270 كلم جنوب العاصمة التونسية) مدينة العمل و الكدّ و الجد و"الإسمنت المسلّح " كما أطلق عليها يوما شاعرها الراحل محمد البقلوطي ، هي المدينة العربية الوحيدة التي حازت على موقع في كتاب "غينيس" للأرقام القياسية بعد العاصمة الصينية من حيث نسبة امتلاك سكانها للدراجات النارية.
ويرى أهالي المدينة أن درّاجاتها قد تهجرها في وقت قريب إذا ما تواصل هذا التناقص الملحوظ المسجّل لها في السنوات القليلة الماضية في عدد الدراجات .
وظل أهالي صفاقس أوفياء لسنوات طويلة لعادة إمتلاك الدراجة النارية كسمة بارزة ميزتهم لسنوات طويلة عن سائر التونسيين، تماما كما تميز المواطن"الصفاقسي" بحب الزواج المبكر وتقديسه وأيضا بحبّه لأكلة "المرقة الصفاقسية " الشهيرة التي تتكون من سمك صغير الحجم و حساء و بهارات، إلى درجة أن مثلا شعبيا شهيرا في تونس يردده الجميع في تونس عن شخصية المواطن "الصفاقسي " يبين التلازم الكبير بين هذا الثلاثي قي شخصيته، و يقول المثل إن حياة "الصفاقسي" تساوي " مرا ( زوجة ) و مرقة وموبيلات زرقا (دراجة نارية زرقاء )".

دراجة لكل 3 مواطنين !

وقد بلغ ارتفاع نسبة امتلاك أهالي صفاقس للدراجة النارية و بدرجة أقل الدراجة التقليدية، أعلى الدرجات في سنوات الثمانينات، و إستمر الحال إلى التسعينات، و تقول إحصائيات حصلت عليها "العربية نت" إن واحدا من كل 3 مواطنين إمتلك دراجة نارية في المدينة عام 1985 و أن امراة من كل 9 نساء إمتلكت دراجة نارية في نفس العام، و أن أكثر من 90% من العائلات "الصفاقسية " إمتلكت الدراجة في حياتها عام 1987، و أن ثلث هذه العائلات امتلكت دراجتين ناريتين في الآن نفسه عام 1989، و أن أكثر من 70% من الذين لهم أعمال يدوية إستعملوا الدراجة النارية كوسيلة نقل أساسية إلى مقرات أعمالهم بصفاقس عام 1990، و أن أكثر من 34 موظفا على كل مائة موظف بالمؤسسات العمومية للمدينة إستعمل الدراجة إلى مقرعمله في العام ذاته.
وإشتهرت صفاقس العاصمة الإقتصادية لتونس، في سنوات الثمانينات والتسعينات كذلك برقمها القياسي المسجل في تونس والوطن العربي في عدد حوادث الطريق التي تكون فيها الدراجة النارية هي الطرف الأساسي. وشكلت أيضا في تلك السنوات الدراجة علامة إختناق مروري في المدينة، و إشتهر بالمدينة مشهد ساد طويلا و نعني تصدر "جيوش " من الدراجات للصفوف الأمامية لوسائل النقل أمام مفترقات إشارات المرور.
ومرة زار صينيون صفاقس فعلقوا في تصريحات لإحدى الصحف المحلية، بأنّهم "لم يشعروا حين تجولوا بالمدينة أنّهم غادروا بيكين"، و ذلك من فرط التشابه بين المدينتين في كثافة عدد الدراجات بشوارعها.
وتناقص هذا الإنتشار كثيرا في الآونة الأخيرة، وتراجع حضور الدراجة النارية في حياة المواطن "الصفاقسي" بوضوح. و بإمكان المرء أن تلاحظ هذا من أول وهلة فور التجول في المدينة.
ولئن لم تعلن مصادر الحكومة أية إحصائيات ترصد هذا التناقص، فإن مصادر إعلامية تونسية أمدتنا بآخر إحصائيات لها حول الموضوع تقول إن أقل من 35% فقط من العائلات في صفاقس صارت بعد عام 2002 تملك الدراجة النارية، وأن 1 فقط من كل 9 مواطنين صار يعتمد الدراجة كوسيلة نقل، والعدد سائر إلى التدني مع السنوات الأربع الأخيرة.

أسعار من نار و "خميس" و "عاشور "!

أحد المواطنين "الصافقسيين" الذين صادفتهم "العربية نت" لدى تجولها في صفاقس للتحقق من الظاهرة الجديدة، فسر لنا تناقص أعداد الدراجات بالمدينة، بأن سببه متغيرات عديدة طرأت بالمدينة في السنوات القليلة الأخيرة.
وقال شرف الدين المنيفي، إن سعر الدراجة النارية "إرتفع كثيرا في السنوات الأخيرة ممّا دفع بعديد المواطنين إلى هجرتها"، وأشار إلى أن "سعرها صاريفوق 1500 دينارا" بالعملة المحلية (أي زهاء 1200 دولار ) و ذلك بنوعيها "بيجو" و" موتوبيكان "، و أضاف أن أزمة النقل العام التي كانت في رأيه "سبب إقبال الناس على الدراجة في التسعينات و الثمانينات تضاءلت في السنوات الأخيرة" على حدّ وصفه.
,اضاف "هذا السبب غاب الآن و ذلك ليس بعد رفع عدد سفرات الحافلات بين وسط المدينة و الضواحي و إنماأساسا بسبب بروز ظاهرة جديدة في الألفية الجديدة بالمدينة هي ظاهرة تخلي أصحاب سيارات الأجرة (التاكسي) عن إستعمال العداد في تحديد تسعيرة النقل و إنما إعتماد تعريفة بسيطة لنقل الناس بالنفر لمسافة لا تقل عن 13 كلم ، و هو ما حفز الناس على الإقبال على سيارات الأجرة بشكل كبير يوميا " (التعريفة أقل حتى من نصف دولار ).
وعدد لنا مواطن آخر رفض الكشف عن إسمه، أسباب أخرى لتناقص أعداد الدراجات بالمدينة فضلا عن التي ذكرتها المواطن الأول، ذاكرا أن ما وصفه بـ "كثافة الحملات الأمنية على مستعملي الدراجات في السنوات الأخيرة لا يقارن البتة بالوضع الذي كان سائدا في الثمانينات و التسعينات حيث كانت أعين أعوان المرور شبه مغمضة أمام مستعملي الدراجات و مخالفاتهم وقتها"على حد قوله.
وأضاف أن هذا السبب برأيه صار كان مدعاة لما وصفه بـ "معاناة أصحاب الدراجات" قائلا إن "المخالفة الواحدة (في حالة عدم وضع الخوذة على الرأس مثلا) تصل غرامتها إلى 20 دينارا مع حجز الدراجة و لذلك هجر الناس الدراجة لكثرة خطايا مخالفاتها " على حد قوله.
وفي حديثه إلينا لم يجد محدثنا أي"حرج" في كشف ما وصفه بـ "ظاهرة إجبار بعض أعوان المرور لمستعملي الدراجات على دذفع الرشوة " على حد قوله ، و هو ما أدى حسب تعبيره إلى هجرة الناس للدراجة النارية و لما وصفه بـ "حنفية مصاريفها بعد الإستعمال".
ويذكر أن الرئيس التونسي كان قد أعلن في تصريح له منذ سنوات قليلة علمه بـ "ظاهرة الرشوة في صفوف أعوان الأمن في الطريق" متحدثا حرفيا عما يعرف في تونس بظاهرة "خميس" و"عاشور" (خميس تعني 5 دنانير وعاشور تعني رشوة بـ 10 دنانير) في إشار ة إلى اللغة "السرية " التي صارت سائدة في الشارع بالنسبة لهذه الظاهرة.

هل تصير صفاقس مدينة التوائم ؟

ظاهرة التراجع الملحوظ جدا في عدد الدراجات في مدينة صفاقس ، لم تمنع الناس من الحديث عن "بداية ظهور خاصية جديدة للمدينة " فقد بدأت عددا من المراقبين في المدينة تتحدث بإطناب عما وصفوه بـ "ظاهرة تلاحق ولادات التوائم بشكل متتابع في الأسابيع الأخيرة بالمدينة " دون أن يوجد للأمر "أي تفسير واضح".
وكان مستشفى المدينة قد سجل فعلا منذ أسبوعين انجاب أمّ ل4 توائم دفعة واحدة كتبت عن حكايتها الصحف و قبلها بأيام كانت أم أخرى أنجبت ثلاثة توائم و بعدها أنجبت ثالثة 3 توائم وكثيرات أخريات أنجبن توأمين لكل واحدة منهن و ذلك في فترة زمنية قصيرة .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire