lundi 23 mai 2011

لماذا تتسابق الأحزاب الكبرى نحو صفاقس؟




اغرت مدينة صفاقس عديد الاحزاب السياسية التي باتت تتسابق لمغازلتها والتقرب من أهلها ورؤوس الاموال فيها وذهب المتابعون للشأن السياسي الوطني الى اعتبار مدينة صفاقس بثقلها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي أحد ابرز الفواصل المتحكمة في تحديد المشهد السياسي الوطني منذ حقبة الاستعمار
الى بناء الدولة الوطنية... مما حدا بالمتتبعين الى تأكيد اعتبارها المتحكم الابرز في تحديد توجهات المشهد السياسي الوطني اثناء الثورة وبعدها فلماذا تتسابق الاحزاب للتقرب من صفاقس؟ وهل ستكون الفيصل في العملية الانتخابية المرتقبة؟ وهل ان الاحزاب تغازل المواطن الصفاقسي ام انها تعمل في حقيقة الامر علي كسب ودّ رؤوس الاموال فيها وبالخصوص رأس المال السياسي؟

واي دور للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في التأثير في المشهد السياسي هناك؟

في رده عن هذه الاسئلة وغيرها قال عصام الشابي الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي التقدمي الذي يملك مكتبين له في مدينة صفاقس إنه «من الطبيعي أن يكون السباق على أشده بين الاحزاب لمغازلة الصفاقسية باعتبار دورهم المؤثر في حركة التحرر الوطني.. ومن الطبيعي ان تحاول الاحزاب ايجاد قاعدة لها هناك باعتبار الثقل الاجتماعي والاقتصادي وقوة التأثير الذي قد تلعبه هذه المدينة».

ويضيف «نعوّل كثيرا على تأييد اهل الولاية الذين لهم ثقل ووزن ودور هام في تحديد جانب هام من مسار العملية السياسية في البلاد».

صفاقس تتحكم في مسار البلاد

وقال الشابي مؤكدا الدور الهام الذي ستلعبه صفاقس في تحديد مسار البلاد السياسي «وين تميح صفاقس تميح معها رياح التغيير».

وأكد الامين العام المساعد للحزب الديمقراطي التقدمي أن الاحزاب السياسية تعمل على استقطاب رجال الاعمال بصفاقس وبالخصوص «المتسيسين» منهم ليساهم رأس المال لاول مرة على حد قوله في بناء الديمقراطية.

السباق من اجل رأس المال السياسي

من جانبه اعتبر الحبيب بوعجيلة القيادي في حزب الاصلاح والتنمية ان عاصمة الجنوب هي العاصمة الثانية للبلاد. واوضح المتحدث أن الاطراف السياسية التي غازلت وتغازل صفاقس تعمل بالاساس على خطبة ودّ رؤوس الاموال وتحويلها الى رؤوس اموال سياسية مخذرا من خطورة رؤوس الأموال السياسية التي قد تحيد بالبلاد الى منعرج خطير.

لابد من حياد الاتحاد

وقال جنيدي عبد الجواد الامين العام الثاني لحركة التجديد: «ان حركة التجديد لا تسابق على صفاقس بل تعمل على التواجد فيها على غرار بقية الولايات وهي مدينة كبرى تضاهي العاصمة من حيث الاهمية والثقل السياسي والاقتصادي لكنها ليست القطب الوحيد المؤثر في العملية الانتخابية اذ ان نتائج الانتخابات سيكون لكل الجهات تأثيرات بالغة فيها لذلك فاننا في التجديد لا نهمل العمل على التواجد في بقية الجهات ليكون عملنا وطنيا».

واوضح أن حزبه متواجد في صفاقس منذ 1982 وأكد ان الاتحاد العام التونسي للشغل دخل في التجاذبات السياسية وقال ان حضور محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في اجتماع حزب دون بقية الاحزاب يؤكد حياد هذه المنظمة عن دورها النقابي ويوحي بأن الاتحاد ينحاز لحزب بعينه دون آخر رغم انه ملك لكل النقابيين على اختلاف توجهاتهم وانساقهم الفكرية.

واعتبر عبد الجواد ان صفاقس ليست رؤوس أموال فحسب بل انها ثقل اجتماعي تمثل الطبقة الوسطى أغلبيته الساحقة وسيسعى التجديد لكسب أصوات هذه الطبقة.

نراهن على صفاقس.. ولا حرج في ذلك

من جهته قال سمير ديلو عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة «لست متأكدا أن جميع الأحزاب قد فتحت مقرات في صفاقس قبل بقية مدن البلاد ولكننا في حركة النهضة فتحنا مقرات في كافة جهات البلاد.وبيّن ان صفاقس مدينة مهمة جدا سواء من حيث ثقلها الديمغرافي أو أهميتها السياسية وقال انها عانت التهميش في العهد السابق وشهدت أضخم المظاهرات إبان الثورة الا انه استبعد ان تتحكم هذه المدينة في نتائج الإنتخابات رغم ثقلها الديمغرافي والاقتصادي.

واضاف في السياق ذاته «لا أظن أن اهتمام الأحزاب بمدينة صفاقس يجلب الريبة أو الحرج فقد كانت ولا تزال عاصمة اقتصادية والمراهنة على رجال الأعمال فيها لدعم الإنتقال الديمقراطي أمر مشروع..

الحبيب وذان





حرب الأحزاب لإستقطاب رجال الأعمال: بحث عن التأييد والتمويل... وحديث عن المقابل والبديل

بالإضافة الى أن عديد رجال الأعمال قد أصبحوا مهتمين بالشأن السياسي ومنهم من ينتمون الى أحزاب وآخرون قريبون من أحزاب أخرى فإن بعض الأحزاب تسعى جاهدة لاستقطاب رجال الأعمال ومنها من دخل معركة لافتكاكهم من خلال الاتصالات بالعديد منهم وخاصة الأسماء المعروفة في عالم المال والأعمال وهو ما يطرح عدة استفهامات..

وبينما كان جل رجال الأعمال يستغلهم التجمع في مناسبات معينة فإنهم اليوم بصدد اكتشاف المشهد السياسي متعدد الأحزاب والرؤى والافكار، لكن ماذا عن المقابل السياسي لهؤلاء أي ماذا يقابل التمويل وكيف تتم الاتفاقات والتوافقات مع أحزاب لو عرضت على هؤلاء قبل 14 جانفي الالتحاق بها لما رفضت ، فهل أنّ التحاق بعض رجال الأعمال بأحزاب معينة مرده اقتناع بالافكار المطروحة أم أن هؤلاء أصبحوا يفكرون كيف يحمون أنفسهم ومصالحهم؟

مبادئ لا تقدر بثمن

كل هذه الاستفهامات اختزلها منصف السلامي الوجه الرياضي المعروف وأكثر شخصية تغازلها الأحزاب السياسية في إجابة واحدة عندما قال في تصريح لـ«الأسبوعي» :«المبادئ والقيم التي تطرحها الأحزاب السياسية لا تقدر بثمن بالنسبة لرجل الأعمال، وعلينا اليوم أن نترك جانبا عقلية المنفعة الذاتية من تمويل الأحزاب بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ونحن كرجال أعمال وكتوانسة مدعوون لتجنيد كل قواتنا لتحسين المناخ الاجتماعي والوضع الاقتصادي فالوضع اليوم تغير وأصبحت لدينا فسيفساء حزبية وعدّة اتجاهات ولابد أن نكون متواجدين سياسيا واقتصاديا لأنه لا حرية ولا ديمقراطية دون نمو اقتصادي وشخصيا لديّ علاقات بعديد الاحزاب كما اقترح عليّ كثيرون الإنضمام اليهم ولكنني لم أفكر يوما في أي منصب وحتى إن ساهمت أو دعمت أي حزب فإني لا أنتظر منصبا وأنا شخصيا (مثل عديدين آخرين) أحب الدفاع عن مبادئ..».

ماض سياسي لرجال الأعمال

ولم ينف رجل الأعمال منصف السلامي اتصالاته بأحمد نجيب الشابي لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لم يكن موجودا بصفاقس ولا أيضا حضر اجتماعه مؤكدا بالقول:« لم أحضر مع نجيب الشابي ولكن ثمة اتصالات بيننا في المقابل كنت متواجدا خلال الندوة الصحافية لحزب العمل التونسي وتقابلت مع عدة شخصيات كما كنت موجودا مع أحزاب أخرى، ولا أرى مانعا في ذلك لأنني مطالب بأن أستمع للجميع والتحاور معهم مع تحليل المضامين والافكار والرؤى فأنا لست بغريب عن عالم السياسة على غرار عديدين بل كنت من المشاركين في تحركات اتحاد الطلبة أوائل الستينات عندما كان لهذه المنظمة الطلابية دور كبير في حركة التحرير والاستقلال انطلاقا من باريس مع منصور معلى وعديد الأسماء الأخرى...».

أي اختيار؟

واذ كون عديد رجال الأعمال أحزابا على غرار حزب آفاق الذي يضم عددا لا بأس به من رجال الأعمال أو الحزب الليبرالي المغاربي الذي أسسه رجل أعمال.. فإن السؤال الملح هو هل يقبل رجال أعمال آخرون الانضمام للأحزاب التي تدعوهم للالتحاق بها أو أنهم سيختارون الحزب الذي يقترب من أفكارهم؟.. الاجابة تختلف من واحد إلى آخر فحزب «آفاق» يحاول استقطاب الوجه الرياضي زياد التلمساني بحكم علاقته بعديد مؤسسي هذا الحزب خاصة الشبان بالإضافة الى عناصر أخرى... أما منصف السلامي فله رأي آخر حول أقرب حزب إليه إذ يقول:« أنا يساري منذ الستينات ولكن الوضع اختلف والأحزاب والنظريات والمواقف تطورت حيث لا مجال للحديث اليوم عن التروئسكية والماوية والماركسية اللينينية وغيرها.. لذلك لست قريبا من أي حزب لأني بصدد التعرف على المواقف والرؤى والنظرة للعمل السياسي والاقتصادي لكنني مدعم بارز لكل من له عمل تنموي لأن مرحلة الحرية والديمقراطية لابد أن تكون مقترنة بنمو كامل لاقتصادنا..».

عبد الوهاب الحاج علي


http://www.assabah.c...icle-53501.html


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire