samedi 21 mai 2011

ثورة بلاد أم فوضى عباد ؟


مما لا شك فيه أن الــثورة التي حصلت ببلادنــا يوم 14 جانفي 2011 حققت مكسبــا وطنيــا عظيما وذلك بالإطاحــة بقوى الشــر التي لم يكـن لها همّ ســـوى استنزاف أموال الشعب وامتصاص دمائهم، وهذا أمر رائع وجميل يمكّننا من قطع خطوات ثابتة نحو إرساء نظام ديمقراطي عادل وشفاف .
ولكنه من المؤسف أن يستغلّ بعض الأطراف هذه الثورة لتحقيق مآربهم الدنيئة والحقيرة والأمثلة عديدة ويعجز القلم عن حصرها.
فهؤلاء متسكعون يستغلون المظاهرات السلمية للسلب والنهب وسرقة المحلات، وآخرون معتصمــون أمام المؤسسـات يعطلون سير عملها يطالبون بالزيــادة فـي الأجور ويتسببون في تفاقم عجز اقتصاد البلاد، وهؤلاء تلاميذ يشهرون تمرّدهــم في وجوه أساتذتهم ومديريهم ويخرّبون مدارسهم بأيدهم، وهذا صنف مستهتر مـن مستعملي الطرقات يضرب عرض الحائط بالإشارات المرورية وينتهك حرماتهـا في غياب أعوان الأمن، وهؤلاء باعة متجوّلون منتصبون كلّ حسب هواه حتى بات الواحد منّا لا يدري عـندما يفيق هل يجـد أحدهم قد احتل الرصيف الموجود أمام بيته واستوطن فيــه عنوة بدون أيّ استحياء.
وأخيرا ولـيس آخرا، فئة من المتساكــنين استغلت الانفلات الأمني بالبلاد وعــدم تواجد مراقبي رخص البناء فطفقت تصطاد في الماء العكر وراحت تلصق الآجر والإسمنت هنا وهنالك بصفة عشوائية وهمجية منقطعة النظير بدون حسيــب ولا رقيب.

فهذا يفتح بابا في سور منزله، وآخر يبني مستودعات على طول سياجه ممنّيا نفسه بإيــجارها لأصحاب المحلات التجارية، وهذا ثالث يتطاول على جاره فــي البنـيان ويفتـح نوافـذ ما كان لها أن تفتح لولا الوضـعية الحرجة التي تمر بهــا البلاد، وهذا رابـع يضم قسـطا من الشارع العمومـي إلى أرضه (أنظر الصورة : طريق بوزيان كلم 5 قرمدة)، وآخر وآخر...

كل هذا يحدث دون أن تحرّك البـلدية ساكنا وعــلى مرأى ومســمع من الجــميع فالكلّ يسابق الزمن ويبني بالليل والنهار ما دام زمام الأمور منفلتا وليس هناك من يردعهم أو يوقفهم عند حدّهم .
وقد انجر عن هذه الحمّى الهستيرية للبناء الفوضوي تهافت على مواد البناء بشتى أنواعها فشحّت الأسواق والتهبت الأسعار واغتنم البعض الآخر الوضع فراجت السوق السوداء وكثر الاحتكار وتأزّم الأمر.
ولسائل أن يسأل : إلى متى ستتواصل هذه الفوضى وهل نأمل أن تهدم هذه البنــاءات العشوائية بعد أن يسود الأمن ويعود الإستقرار إلى البلاد ؟
تساؤلات عديدة أرجو أن تجد آذانا صاغية من المسؤولين حتى نتمكن من إيقاف هذا التيّار الجارف الذي يشوّه صورة مدننا ويقضي على ما بقي من جمالها، فهــل من مجيب ؟؟؟

محسن العكروت

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire