لم تقدر مصالح الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، منذ أكثر من ثلاث سنوات، على إيجاد حل نهائي وجذري لمسالة المياه الصالحة للشراب الضائعة في الطريق العام، وفي قنوات صرف مياه الأمطار ومياه التطهير، بسبب الاعطاب التي تعانيها قنوات مياه الصوناد، على مسافة أكثر من كيلومترين في طريق المطار...
حذار عند المرور
وتنتصب إحدى المقاولات يوميا، بمعداتها الثقيلة وبعملتها وتجهيزاتها، مركزة علامات وجود أشغال في الطريق، لتنبيه أصحاب السيارات والشاحنات، بضرورة الحذر عند المرور والتخفيض في السرعة نتيجة الضغط وعدم إصلاحها بالكيفية المطلوبة في المرات السابقة، وقبل يوم أو يومين، فيما تنتصب شاحنة الشركة المعنية وتتولى بدورها وعلى طريقتها انجاز أشغال الاستصلاح الوقتية، وردم حفر الماء بالتراب فقط، بدلا من إعادة تركيز قناة جديدة وذات مواصفات جيدة، يستحيل منها خروج الماء والضياع تحت الأرض وفوقها، ظاهرا للعيان في شكل جداول تجري على طول طريق المطار في مظهر غير لائق، ويتناقض تماما مع الجهد الوطني لترشيد استهلاك الماء والمحافظة عليه، فيما تتولى المجموعة الوطنية دفع قيمة تلك المياه الصالحة للشراب، والضائعة بين عجلات السيارات والشاحنات وفي قنوات صرف مياه الأمطار.
مشاهد الإصلاح، وحضائر الأشغال وتوابعها من الأوحال والتعطيل في حركة المرور، وتواجد عملة، أمام مبنى دار الشباب ومبنى الكشافة، وجمعية المعاقين، وجامعة صفاقس، ومبنى الإدارة العامةللخدمات الجامعية، والمسبح البلدي والحديقة العمومية المهملة والمركز الثقافي الجامعي، ومقر إدارة الفلاحة البيولوجية، ومعهدالزيتونة،والفضاء الخاص بالمجمع الكيميائي التونسي وغير بعيد عن مقرمعتمدية صفاقس الغربية نراها امام هذه المؤسسات، وجميعها إدارات عمومية، يقصدها العشرات من المواطنين والموظفين.
حل مؤقت
وقال السيد محمد الباهي مدير إقليم المدينة للشركة التونسية لاستغلال
وتوزيع المياه، الذي رافقنا في زيارة ميدانية إلى حضائر الأشغال والإصلاح في طريق المطار، أين عاين معنا رفقة مدير الاستغلال بالشركة، والمقاول، المياه الضائعة في طريق المطار:» المشكل قديم فعلا، ويعود إلى ثلاث سنوات على الأقل عندما بدأت الاعطاب في الظهور والبروز، وانطلقت معها المياه الصالحة للشراب في الضياع تحت الأرض وفوقها، وذلك بسبب تقادم واهتراء القنوات المركزة منذ سنة 1994 خاصة في مستوى المنطقة المذكورة من طريق المطار». وأكد أن جهود الشركة منصبة الآن، على تجديد الشبكة والقناة المائية المعطبة، على مسافة 500متر فقط بتكاليف جملية قدرها 300الف دينار، وقد تقدمت الأشغال بنسبة حوالي 35بالمائة وستنتهي بعد ثلاثة أشهر من الآن، ولن نرى بعدها مياه الصوناد، ضائعة في الطريق العام وفي قنوات صرف مياه الأمطار مثلما هو الحال الآن، ومنذ حوالي ثلاث سنوات. فيما سينطلق لاحقا الجزء الآخر من عمليات التركيب والتجديد للقناة القديمة ذات النوعية الرديئة.
وفي انتظار نهاية أشغال التجديد المتواصلة، بنسق بطيء، تتواصل المياه الصالحة للشراب في الضياع، ومعها ضياع جهد العمال في القضاء على نقاط تسرب الماء، ومطاردة اعطاب بالقنوات تحت الأرض وبصفة يومية، وحيثما برزت المياه من تحت الإسفلت، لتجرى لها أشغال ردم وقتية وظرفية، تعود في الغد للظهور من جديد في غياب حل نهائي في ظل إصرار مصالح الشركة المعنية التي تصر على إتباع الحلول الوقتية.
الحبيب بن دبابيس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire