lundi 2 janvier 2012

صفاقس المدينة الغاضبة أو المغضوب عنها قبل الثورة وبعد الثورة؟ بقلم : وديع السيالة





 الفيديو  مقتطف من برنامج " غدوة أحلى " للمنشطة " هدى كشو " من إذاعة صفاقس 
Crédit راديو صفاقس
يقول أحد الطلبة بنبرة حزينة لديّ إحساس عميق أن التنمية الجهوية في تونس بعد الثورة ستقوم باستثناء صفاقس من ميزانية 2012 وحين سألته عن سبب هذا الشعور كان جوابه مقنعا وهو أن صفاقس دائما في نظر رجال السياسة مدينة محظوظة وأهلها يعيشون في بحبوحة وبها مواطن شغل وبنية تحتية متطورة ومصانع ومتاجر كثيرة وفريق كبير وعتيد ورجال أعمال أثرياء وشباب متعلم وذكي وهي مدينة عاصمة للجنوب ويجب التركيز على المناطق المحرومة وهي نفس السياسة المتبعة في عهد المخلوع ممّا يعني بقاء صفاقس على نفس الحال تلّوث يأكل البشر بالأمراض الخطيرة دون تفكير في إبعاد مصدر السموم مدينة عتيقة في حالة انهيار تامّ اكتظاظ سكاني واختناق مروري وارتفاع ملحوظ لمعدّل الجريمة وتسخير المدينة لاستقبال الآلاف من النازحين وغياب الاعتمادات المالية حتى لاقتناء فوانيس لمدينة تعيش الظلام الحالك ومعدات تقنية لرفع فضلات أكثر من مليون ساكن وطرقات بعضها يعود لفترة الباي وبناء فوضوي وأحياء شعبية محرومة للغاية وإذاعة تتخبط في مشاكل وصحافة جهوية مطموسة ومقموعة ومحرومة من الدعم والإشهار وقطاع الزياتين يعيش في أسوأ فتراته ونقل عُمومي متخلّف جدّا ومؤسسات تربوية بحاجة الى العناية والترميم والقائمة تطول……
وإذا سألت عن حظوظ باقي المدن خاصة السياحية فالأمر على ما هو عليه فهي مدن تستقطب الأجانب ولابدّ من العناية بها لنعود الى نفس الخطاب البائد ونبقى في حلقة مفرغة ومهما كان حجم الإنفاق في الريف تبقى صفاقس دائما جاذبة للنازحين وهو ما يزيد في مشاكلها وتوتر الحياة فيها لتبقى صفاقس مدينة غاضبة أوالمغضوب عنها قبل الثورة وبعد الثورة ؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire