شنّت قناة تونس 7 مساء الاثنين ما يمكن اعتباره هجوما شديدا على وسائل الإعلام العربية والغربية التي تعاملت مع أحداث سيدي بوزيد الداميّة بكثير من التهويل والنوايا السياسوية الخبيثة مثلها مثل بلاغات الأحزاب المعارضة التي صبت جامّ غضبها على قناة الجزيرة خاصة متهمة إياها بعدم الحرفية والتعامل مع الحدث من خلال ما ينشر على الشبكة الاجتماعية الفايس بوك ولكنّ السؤال الذي يترددّ في ذهن كلّ تونسي هو لماذا يلجأ المشاهد الى تتبّع الأخبار من خلال شاشات أجنبية ؟
لأنه بكلّ بساطة قناة تونس 7 تتعامل مع الأحداث تعاملا حلزونيا بحيث لا تنشر الخبر إلا بعد أربعة أيام من وقوعه ولم تتحول كاميرا الأنباء الى سيدي بوزيد وتستجلي على الأقل جزء من الحقيقة وتحاور المحتجين فيضطر المشاهد التونسي الى تتبّع أخبار بلاده من وسائل إعلام محلّية
إن العالم الآن صار قرية فلا يمكن لأحد أن يُخفي الحقيقة عن أحد وهذا ما لم يفهمه البعض للأسف
أمّا حملة الأحزاب المعارضة نفسها ضدّ الجزيرة فلا أراها مُبررة لأنّ رؤساء الأحزاب تعملوا مع أزمة سيدي بوزيد عن بُعدْ أيضا فهل تحول أحدهم لإقناع الأهالي بضرورة التزام الهدوء ؟
إن ما وصلت إليه بعض المناطق من احتجاجات هي نتيجة تراكمات يعيشها المواطن أثبتت مرّة أخرى عجز بعض المسؤولين في الداخل في اعتماد سياسة الحوار مع الشبّان خاصة فلو استقبل المسؤول في سيدي بوزيد ذاك الشاب الغاضب الذي أحرق نفسه لما تطورت الأحداث بهذه السرعة ولكنّ للأسف لم يستوعب هؤلاء المسؤولين الدرس من الرئيس بن علي حين اجتمع بالحكومة بعد الانتخابات التشريعية الماضية والذي أكدّ حينها على ضرورة تحملّ كل طرف في الحكومة مسؤوليته وخاصة الاستماع الى المواطن ومشاغله
وديع السيالة
Journalistesfaxiens